اختبار Eysenck لمعاداة السامية
تعد أداة رابطة مناهضة التشهير (ADL) من أكثر اختبارات معاداة السامية تداولاً لقياس التوجهات العدائية تجاه الشعب اليهودي، ومع ذلك، فقد طالت الاختبار انتقادات عدة تتمحور حول موثوقيته ومصداقيتة ومخاوف مرتبطة بتحيز الإجابات وما شابه.
طوَّر عالم النفس والباحث المعروف Hans Jürgen Eysenck هذا الاختبار الذي حظي بالاستحسان والثناء لموثوقيته وخصائصه السيكومترية الدقيقة.
لإجراء الاختبار، أشر على إجابتك المتعلقة بكلٍّ من العبارات المدرجة أدناه.
السؤال 1 الى 20
نادراً ما يساعد اليهودي شخصاً من غير ملَّته.
غير موافق | موافق |
تابع
ألفت IDRlabs اختبار Eysenck لمعاداة السامية استناداً على دراسة H.J. Eysenck.
لا شك أن لمعاداة السامية أو العنصرية ضد الشعب اليهودي جذوراً تاريخية مغرقة في القدم، وهي ظاهرة عالمية دائمة الظهور وبأشكالٍ عدة، كما يترتب على العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تتداخل مع هذه الظاهرة عواقب خطيرة على الأفراد والتجمعات والمجتمعات الكبيرة.
السياق التاريخي لهذه الظاهرة وجذورها
تعود نشأة ظاهرة معاداة السامية إلى قرونٍ خلت، حيث ظهرت في العصور الوسطى على شكل تحيزات دينية في أوروبا ثم تحولت إلى تحيزات عنصرية وإثنية في العصر الحديث، ففي العصور الوسطى تعرض اليهود للتهميش والإقصاء وخضعوا لقوانين العنصرية والعزل الاجتماعي وكثيراً ما كانوا ضحية الأمراض الاجتماعية، كما مثَّلت محاكم التفتيش والمذابح وسياسات التهجير أكثر الفترات التاريخية اضطهاداً.
شهد القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ظهور معاداة السامية بشكلها العنصري نتيجةً للنظريات العلمية العرقية والإثنية الزائفة، حيث بلغ الاضطهاد ذروته في المحرقة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية والتي راح ضحيتها ستة ملايين يهودي قتلهم النظام النازي ضمن عملية إبادة جماعية قادتها معاداة السامية المتطرفة.
المظاهر المعاصرة
ما تزال معاداة السامية في عصرنا الحالي تتجسد بأشكالٍ عدة هي:
- معاداة السامية التقليدية: ينطوي هذا الشكل من معاداة السامية على الصور النمطية لليهود بكونهم المهيمنين على الأنظمة المالية أو الحكومات ووسائل الإعلام، حيث ما تزال نظريات المؤامرة التي تروج لأفكار مضاربة اليهود ونفوذهم المستمر، الأمر الذي يرسخ الصور النمطية السيئة عنهم.
- عدم الاعتراف بالمحرقة وتحريفها: يُنكر بعض الأفراد والمجتمعات حدوث المحرقة اليهودية أويشككون في حجمها، معطلين بذلك الحقائق التاريخية المتعلقة بالمحرقة ويقللون من أهميتها في التاريخ اليهودي والذاكرة الجماعية.
- معاداة الصهيونية ومعاداة السامية: إن انتقاد سياسات إسرائيل وممارساتها قد يتحول أحياناً إلى موقف معادٍ للسامية عندما تُظهِر الشعب اليهودي ككل بصورته الشيطانية، أو تنكر عليه حقه في تقرير مصيره أو تطلق عبارات معادية للسامية بحجة انتقاد السياسات الإسرائيلية.
- الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي: لا شك أن العصر الرقمي سرع وتيرة انتشار الصور المعادية للسامية، فمنصات وسائل الاجتماعي كفيلةٌ بتعزيز خطاب الكراهية والترويج لنظريات المؤامرة وإنكار المحرقة اليهودية، ما يساهم في ترسيخ الأفكار المعادية للسامية وتطبيعها.
أثرها في الأفراد والمجتمعات
إن لمعاداة السامية عواقب خطيرة تبدو آثارها على الأفراد والمجتمعات اليهودية:
- التأثير النفسي: إن التعرض المستمر للمواقف والسلوكيات المعادية للسامية يؤدي إلى تعاظم هواجس القلق والخوف والضعف في صفوف الشعب اليهودي، ويحد من شعورهم بالأمان والانتماء في مجتمعاتهم.
- الإقصاء الاجتماعي: كثيراً ما تؤدي الأفكار المعادية للسامية إلى عزل اليهود مهنياً واجتماعياً، ما يقوِّض فرص حصولهم على العمل ويرسِّخ في نفوسهم مشاعر الإقصاء والتهميش.
- التحديات الثقافية والتعليمية: قد تواجه المؤسسات التعليمية والثقافية اليهودية تحدياتٍ تشمل المخاوف المتعلقة بالأعمال التخريبية والتهديدات التي تعيق تنفيذ انشطتها، ما يعرقل عملية نقل الهوية اليهودية وتراثها من جيلٍ لآخر.
الاستجابات والتحديات
تنطوي جهود مناهضة معاداة السامية على التعليم والتشريع والمناصرة (الدعوة):
- التعليم: إن تعزيز الوعي بتاريخ ظاهرة معاداة السامية وعواقبها يعد نشاطاً أساسياً للحد من انتشار الصور النمطية والأفكار المضللة عن اليهود.
- التشريع: تسنُّ غالبية الدول قوانين تحظر الخطابات التي تحض على الكراهية والتمييز العنصري والسلوكيات المعادية للسامية، وعليه فإن تطبيق هذه التشريعات ومحاسبة مخالفيها هو خطوةٌ أساسية لحماية التجمعات اليهودية.
- الحوار بين الأديان والمجتمعات: إن تكوين التحالفات وتوثيق روابط التفاهم بين الأديان والثقافات على اختلافها كفيل بتعزيز قيم التسامح والحد من الاضطهاد.
على الرغم من الجهود المبذولة لمناهضة معاداة السامية، فإن تحدياتها ما تزال مستمرة، فغموض هذه الظاهرة وتداخل مفاهيمها مع أشكال التمييز العنصري الأخرى وتكيُّفها مع أساليب التواصل العصرية مثل الإنترنت وديمومتها رغم جهود تعزيز الوعي التاريخي بها يؤكد أهمية اتخاذ التدابير الاحترازية والاستباقية.
خاتمة
لا تزال معاداة السامية قضيةً جوهرية متجذِّرة في التاريخ وتتخذ أشكالاً معاصرة تؤثر في المجتمعات اليهودية المنشرة في شتى بقاع الأرض، ما يستدعي مكافحتها بأساليب عدة مثل التعليم والتشريع وتعزيز مفهوم الحوار بين الثقافات، كما أن التعرف على جذورها التاريخية وأشكالها المختلفة والتصدي لها بشكلٍ جماعي سيتيح لنا جميعاً الدخول في عهدٍ جديد يخلو من التمييز العنصري ضد الشعب اليهودي.
تجدر الإشارة إلى أن الاختبارات المجانية المنشورة على الإنترنت مثل هذا الاختبار لا توفر لك تقييمات أو توصيات احترافية من أي نوع، ويُقدَّم الاختبار بصيغته الحالية كما هو، ولمعرفة المزيد عن اختباراتنا عبر الإنترنت، يرجى الاطلاع على بنود الخدمة.